أخبارأخبار عامةالأسرة و المجتمعثقافة وفنون
أخر الأخبار

“التربية الفنية والثقافية والدمج منظورات متقاطعة” عنوان ندوة دولية بكلية علوم التربيه بالرباط

ابابريس : الرباط

متابعة عبدالكريم حجلي
إنطلاقا من اليوم الخميس 27 نوفمبر نظمت كلية علوم التربية بجامعة محمد الخامس بالرباط ندوة دولية كبرى حول موضوع “التربية الفنية والثقافية والدمج منظورات متقاطعة، وذلك على مدى ثلاثة ايام بمقر الكلية.

oplus_2
وتستمد هذه الندوة أهميتها من التحولات العميقة التي يشهدها الحقل التربوي عالمياً، حيث لم يعد ممكناً التفكير في جودة التعليم بمعزل عن الفنون والثقافة، بوصفهما من أقوى الأدوات القادرة على بناء خبرات تعليمية دامجة وتحقيق العدالة التربوية، وإعادة تشكيل علاقة المتعلم بالمعرفة وبالعالم. فالفن اليوم، كما تبينه الأرضية العلمية للندوة، لم يعد هامشاً جمالياً أو نشاطاً تكميلياً، بل أصبح قوة تربوية ومعرفية تمنح المتعلمين قدرة أوسع على الإدراك والتخيل والتعبير، وبناء الذات داخل فضاءات تعليمية تتسم بالحساسية تجاه الاختلاف، وتحتضن تنوع الهويات، وتقاوم كل أشكال الإقصاء.
oplus_2
وتنطلق الندوة من قناعة راسخة بأن التربية الفنية والثقافية تشكلان بعداً جوهرياً في هندسة المدرسة الحديثة، وبأن الدمج ليس مجرد إجراء إداري أو سياسي بل هو مشروع إنساني يسعى إلى إزالة الحواجز الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وإتاحة فرص متكافئة للولوج والتعلم والمشاركة لجميع المتعلمين دون استثناء. إنّ الفنون، في تفاعلها مع الثقافة، تُعيد توزيع إمكانات التعبير والانتماء، وتفتح منافذ للتعلم تتجاوز المقاربات التقليدية التي تقيد قدرات المتعلمين، لتتيح لهم تجارب أكثر حرية وعمقاً وثراء. وتبرز الوثيقة العلمية للندوة أنّ الفنون تُسهم في بناء بيئات تربوية مرئة تستجيب لاحتياجات الأطفال في وضعيات هشاشة أو إعاقة، وتدعم نموهم العاطفي والمعرفي والاجتماعي، وتساعد على التخفيف من الاضطرابات النفسية، كما تعد رافعة لتعزيز الثقة بالنفس والقدرة على إعادة بناء المعنى.
oplus_2
وتأتي هذه الندوة لتفتح فضاء موسعاً لحوار علمي دولي يجمع خبراء من دول متعددة، وباحثين متخصصين في حقول التربية، وعلم النفس والعلوم الثقافية والدراسات الفنية، إضافة إلى فنانين وممارسين تربويين. وتتوزع مداخلاتها على قضايا جوهرية من قبيل دور الممارسات الفنية الدامجة في تجويد التعليم، والعلاج بالفن في سياقات الهشاشة واستخدام التكنولوجيات الرقمية لتعزيز الإنصاف وتثمين التعدد الثقافي واللغوي عبر الفنون، وبناء شراكات تربوية وثقافية تضمن انتقال المدرسة نحو نموذج أكثر إنسانية وإبداعاً. كما ستتخلل الندوة محاضرات عامة، جلسات علمية متخصصة، عروض فنية، وورشات تطبيقية، فضلاً عن افتتاح معرض فني يحتفي بالتجارب الإبداعية التي تمنح للفعل التربوي بعده الحمي والوجداني.
oplus_0
وإذ تنخرط كلية علوم التربية في تنظيم هذا الموعد العلمي، فهي تعزز بذلك التزامها العميق بتجديد التفكير التربوي وإرساء نموذج اكاديمي يقوم على تعدد التخصصات، ويؤمن بالثقافة والفن كرافعتين للدمج والإنصاف، وكمدخلين أساسيين لتشكيل مواطن قادر على مواجهة المتغيرات الثقافية والاجتماعية المتسارعة. كما تدعو الكلية مختلف وسائل تحمله من قيمة معرفية وتربوية، وما تفتحه من الإعلام الوطنية والدولية إلى مواكبة فعاليات هذه الندوة جديدة لإعادة تصور المدرسة المغربية في ضوء رهانات الإبداع، والانفتاح، والعدالة الثقافية
oplus_0

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى