الفيضانات تقلق فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتيزنيت
ابابريس : قسم الاخبار
عبّر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتيزنيت عن “قلقه البالغ” إزاء ما وصفته بـ”التداعيات الخطيرة” للفيضانات التي شهدتها جماعة أفلا إغير بدائرة تافراوت، إقليم تيزنيت، نهاية الأسبوع الماضي؛ وهي الفيضانات التي “خلفت خسائر مادية جسيمة، وأثرت بشكل مباشر على حياة الساكنة”، في ظل ما وصفته الجمعية بـ”غياب تدبير استباقي فعال من طرف السلطات المعنية”.
وقال الفرع الحقوقي سالف الذكر، في بيان توصلت به هسبريس، إن تلاميذ كانوا على متن حافلة للنقل المدرسي نجوا من “كارثة محققة” بعدما كادت السيول تجرف الحافلة أثناء عبورها وادي تيغراسن، رغم صدور نشرة إنذارية من مصالح الأرصاد الجوية، لافتا إلى أن “يقظة السائق وسرعة تجاوب التلاميذ بالفرار نحو الجبل حالتا دون وقوع مأساة إنسانية”.
وسجل البيان عينه انهيار عدد من الطرق والمسالك الحيوية التي أدت إلى عزل دواوير عديدة؛ من بينها طريق إكنان بين تمقييت ومركز الجماعة، فضلا عن الأضرار التي لحقت قنطرة تجفرت، ما تسبب في عزل دواوير تابعة لإكنان، إلى جانب انقطاع طريق آيت بونوح.
كما تطرقت الجمعية ذاتها إلى “تدمير البنية التحتية المحلية”، مشيرة إلى تعرض مشروع المتاريس الحجري المنجز حديثا لحماية واحة إكنان لأضرار جسيمة؛ وهو ما “يثير تساؤلات حول جودة الأشغال وغياب آليات المراقبة”، بالإضافة إلى انقطاع الماء الصالح للشرب وتخريب العيون المائية والسواقي، ما فاقم أزمة ندرة المياه بالمنطقة.
وانتقد البيان ما سماه بـ”التجاهل التام لتحذيرات مصالح الأرصاد الجوية وغياب أي تدابير وقائية أو تنسيق مسبق”، معتبرا أن ذلك “عمق من مشاعر الإقصاء والتهميش لدى الساكنة المحلية”.
وطالب فرع الهيئة الحقوقية بتيزنيت بفتح “تحقيق فوري وشفاف” في ملابسات هذه الكارثة، خصوصا في ما يتعلق بجودة مشروع المتاريس الحجرية، مع “محاسبة كل من ثبت تورطه في أي تقصير أو تلاعب”.
كما دعا إلى “تأهيل عاجل للطرق والمسالك المتضررة، وضمان سلامة التلاميذ أثناء الظروف المناخية الخطيرة”، إلى جانب تفعيل خطة وطنية ومحلية للوقاية من الكوارث الطبيعية “بمقاربة تشاركية تشمل المجتمع المدني والساكنة المحلية”.
وختم البيان بالتأكيد على أن “التقاعس في حماية الحق في الحياة والسلامة الجسدية يعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان”، داعيا إلى اتخاذ “إجراءات عاجلة لتدارك الوضع وضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلا”.
