أخبارأخبار عامةالأسرة و المجتمعسياسة
أخر الأخبار

جهة سوس ماسة تسير نحو تحقيق تنمية شاملة ومتوازنة تضمن الكرامة والعدالة المجالية.

ابابريس : قسم الاخبار

تشهد جهة سوس ماسة خلال الأشهر الأخيرة، حركية تنموية لافتة، عنوانها البارز هو العمل الميداني المكثف والانخراط الفعلي في تنزيل رؤية تنموية متجددة، يقودها والي الجهة في انسجام تام مع التوجيهات والتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، الذي ما فتئ يؤكد في خطبه السامية على ضرورة جعل المواطن في صلب السياسات العمومية، وتحقيق تنمية شاملة ومتوازنة تضمن الكرامة والعدالة المجالية.

من خلال وتيرة الأنشطة والاجتماعات المتواصلة التي تعرفها عمالة أكادير إداوتنان في الآونة الأخيرة، يبرز بوضوح أن الولاية باتت تشكل اليوم قاطرة حقيقية لورش التنمية الجهوية، عبر تفعيل مشاريع مهيكلة وإعادة ترتيب أولويات التنمية وفق مقاربة تشاركية ومندمجة، تستحضر روح الخطابات الملكية الداعية إلى ربط المسؤولية بالمحاسبة وتسريع وتيرة إنجاز الأوراش الكبرى.

اختار الوالي نهج “العمل الميداني” كخيار استراتيجي لإعادة الثقة بين الإدارة والمواطن، وبين الفاعل العمومي والمجتمع المحلي. فبدل الاكتفاء بالمتابعة من المكاتب، يتم الحرص على التواجد الدائم في الميدان للوقوف على سير الأشغال ومواكبة التنفيذ العملي للبرامج التنموية، مما خلق نمطًا إداريًا جديدًا قوامه السرعة والفعالية والمساءلة. وتعكس الزيارات المتكررة لمختلف الجماعات الترابية حرصًا واضحًا على تحقيق العدالة المجالية وضمان استفادة متوازنة بين الوسطين الحضري والقروي، في انسجام تام مع الرؤية الملكية السامية التي تؤكد على ضرورة تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية.

التحول الذي تشهده الجهة لا يقتصر على الجانب المادي أو العمراني، بل يمتد إلى إرساء ثقافة جديدة في تدبير الشأن المحلي، قائمة على المتابعة الدقيقة، وتفعيل مبادئ الحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة. هذه المقاربة تجعل من الإدارة الترابية فاعلًا محوريًا في تنزيل التوجيهات الملكية الكبرى المتعلقة بتسريع الاستثمار، وتثمين الرأسمال البشري، وتحسين مناخ الأعمال. كما أن الانفتاح المستمر على مختلف الشركاء من مجالس منتخبة، ومؤسسات عمومية، وقطاع خاص، يعكس إرادة واضحة في تحقيق التكامل المؤسساتي من أجل تجاوز المقاربات القطاعية الضيقة نحو رؤية جهوية موحدة ومتكاملة، على غرار ما دعا إليه جلالة الملك في أكثر من مناسبة.

من أبرز ملامح هذا الحراك أن الوالي لا يشتغل بمنطق التعليمات الإدارية، بل بمنطق التعبئة الجماعية والتحفيز على المبادرة، في إطار تنفيذ فعلي للتوجيهات الملكية الداعية إلى إدارة القرب وخدمة المواطن. فكل لقاء أو اجتماع جهوي يتحول إلى ورشة للنقاش العملي حول كيفية تسريع الإنجاز وتحقيق الأثر الملموس على حياة المواطنين. ويُلاحظ أن الخطاب الرسمي في مختلف المناسبات أصبح يركز على النتائج والمؤشرات بدل الوعود، وعلى تقوية أدوات التنفيذ الميداني بدل الاكتفاء بالدراسات النظرية.

الجهة تعرف اليوم دينامية اقتصادية متنامية بفضل الجهود المبذولة لتبسيط المساطر وتحفيز الاستثمار الوطني والجهوي، بما ينسجم مع الرؤية الملكية السامية التي تجعل من الاستثمار قاطرة للتنمية ورافعة لتوفير فرص الشغل وتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني. ويحرص والي الجهة على تجسيد هذه التوجهات من خلال خلق بيئة أعمال شفافة ومحفزة، وتعبئة كل الفاعلين حول هدف واحد هو خدمة المصلحة العامة.

وراء هذا الحراك التنموي المكثف، لا يغيب البعد الاجتماعي والإنساني الذي يوليه الوالي أهمية خاصة، سواء من خلال دعمه لبرامج الإدماج الاجتماعي، أو متابعته لمشاريع التعليم والصحة والتكوين المهني. فالتنمية بالنسبة إليه ليست فقط بنية تحتية ومشاريع كبرى، بل هي كرامة إنسانية وتحسين ملموس لجودة الحياة، انسجامًا مع الرؤية الملكية التي تعتبر الإنسان محور كل سياسة تنموية ناجحة.

المتتبع للشأن الجهوي يلاحظ أن سوس ماسة تعيش مرحلة انتقالية مهمة نحو نموذج تنموي جديد يقوم على الفعالية والنتائج، وأن والي الجهة أصبح رمزًا لهذا التحول الإيجابي الذي يجمع بين الحزم الإداري والرؤية الاستراتيجية والإنصات الميداني. إنها تجربة يمكن أن تشكل نموذجًا يحتذى في كيفية إدارة شؤون جهة بكفاءة عالية، من خلال توازن بين التخطيط والإبداع، بين الانضباط المؤسساتي وروح المبادرة، وفي إطار تجسيد عملي للتوجيهات السامية لجلالة الملك الرامية إلى بناء مغرب متقدم ومتضامن.

إن ما تعرفه جهة سوس ماسة اليوم ليس مجرد تراكم مشاريع، بل هو مسار إصلاحي وتنموي متكامل تقوده إرادة قوية لتغيير واقع الجهة وجعلها في قلب الدينامية الوطنية الكبرى. وبقدر ما تتكثف الجهود الميدانية، تتعزز الثقة لدى المواطن في قدرة الدولة على الوفاء بوعودها، وعلى جعل التنمية حقيقة ملموسة تُحس في الشارع، في المدرسة، وفي الحياة اليومية لكل فرد من أبناء الجهة، في تجسيد صادق لروح المشروع المجتمعي الذي دعا إليه جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى