أخبارأخبار عامةالأسرة و المجتمعسياسة
أخر الأخبار

الخطاب الملكي رسائل قوية للفاعلين المؤسساتيين و عموم المواطنين

ابابريس :قسم الاخبار

ألقى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، يوم الجمعة 10 أكتوبر 2025، خطاباً سامياً أمام ممثلي الأمة من أعضاء مجلسي البرلمان، المستشارين والنواب. وقد حمل هذا الخطاب رسائل قوية وبليغة، لا تهم فقط الفاعلين المؤسساتيين الحاضرين، بل توجهت أيضاً إلى عموم المواطنين الذين تابعوه باهتمام كبير، نظراً لما يتضمنه من توجيهات استراتيجية ترسم معالم المرحلة المقبلة في مسار التنمية الوطنية والتعامل مع مختلف القضايا الراهنة.

أكد جلالة الملك على ضرورة التعبئة الشاملة من أجل تحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة، تُجسّد العدالة المجالية والاجتماعية على حدّ سواء. هذه العدالة ينبغي أن تشمل كل جهات المملكة — من الجبال إلى الواحات، ومن السواحل إلى السهول — بشكل يضمن تكافؤ الفرص بين مختلف المناطق والفئات.
وترتكز هذه الرؤية الملكية على الاستجابة للمطالب المشروعة للمواطنين، وخاصة تلك المتعلقة بتحسين جودة خدمات الصحة والتعليم وتوفير فرص الشغل الكريم، بما يعزز مقومات الكرامة والعيش المشترك.

ويكتسب هذا التوجه بعداً خاصاً لدى جيل “زد” المغربي (Generation Z)، الذي أصبح اليوم فاعلاً اجتماعياً مؤثراً، يعبر عن تطلعاته بطرق جديدة، خصوصاً عبر الفضاء الرقمي. هذا الجيل، الذي يتميز بجرأته واتصاله الدائم، لا يتردد في مساءلة المسؤولين والمطالبة بالمساواة في الولوج إلى الحقوق الأساسية. ومن تم، فهو يشكل عنصراً محورياً في الدينامية المجتمعية الجديدة التي تشهدها المملكة، ويعبّر عن وعي جماعي متنامٍ بأهمية المشاركة في النقاش العمومي وصنع القرار. كما ركز الخطاب الملكي على مبدأ المسؤولية المشتركة باعتباره شرطاً أساسياً لإنجاح الأوراش الوطنية الكبرى وضمان تنفيذها بعدالة وفعالية في خدمة المواطنين. كما ذكّر جلالته بأن ربط المسؤولية بالمحاسبة يشكل قاعدة لا محيد عنها لترسيخ الثقة بين المواطن والدولة، ولضمان شفافية التسيير وتوازن السلطة.

وتجد هذه الدعوة صدى قوياً لدى الجيل الجديد من الشباب، الذي يُولي أهمية قصوى لقيم النزاهة والشفافية. فجيل “زد” الذي يعيش في عالم رقمي مفتوح، أصبح يرى في وسائل التواصل الاجتماعي فضاءً لممارسة الرقابة الشعبية وتعزيز ثقافة المساءلة والمواطنة الفاعلة، مما يجعل منه شريكاً حقيقياً في ترسيخ الحكامة الجيدة القائمة على الأخلاق والمسؤولية.

وخُتم الخطاب الملكي بالآية القرآنية الكريمة:

﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُۥ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُۥ﴾

وهي آية ذات دلالات رمزية وروحية عميقة، تُجسد المعنى الجوهري للرسالة الملكية: أن كل فعل، مهما بدا صغيراً، له أثره ونتيجته، سواء كانت إيجابية أو سلبية. هذا التذكير الرباني يعكس فلسفة المسؤولية الفردية والجماعية التي أراد جلالته ترسيخها، مؤكداً أن لا أحد بمنأى عن المساءلة، وأن جميع الفاعلين — بمن فيهم الأجيال الصاعدة — مدعوون إلى الإسهام في ورش البناء الوطني بروح من الالتزام والوعي والمسؤولية..وكل خطاب وانتم والوطن بالف خير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى