
ابابريس : قسم الاخبار
بين رمزية «النعمة» ومخاطر الدقيق الأبيض يحتل الخبز مكانة مركزية في الثقافة الغذائية المغربية، حيث يستهلك الفرد نحو 1250 رغيفاً في السنة، في أعلى معدل بشمال إفريقيا، فيما يُهدر حوالي 30 مليون خبزة يومياً.
ورغم هذا الاستهلاك الكبير، تؤكد أخصائية التغذية أسماء زريول أن الخبز الأبيض الأكثر انتشاراً «ضعيف القيمة الغذائية» بسبب فقدانه للألياف، ما يجعله مصدراً سريع الامتصاص للنشويات ويرتبط بالسمنة وارتفاع السكر. وتشدد على ضرورة تحسين جودة الدقيق، وتشجيع الخبز الكامل، وترشيد الاستهلاك، مع اعتبار الخبز جزءاً راسخاً في المطبخ المغربي.
من جهته، يحذر رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك بوعزة الخراطي من الفوضى التي يعرفها قطاع المخابز، خاصة غير المهيكلة، التي تنتج خبزاً سريع التعفن وتساهم في الهدر، مؤكداً أن دعم الدقيق لا يصل فعلياً للفئات الهشة، وداعياً لإصلاح منظومة الدعم والرقابة.
ويرى الكاتب سعيد ناشيد أن ارتباط المغاربة بالخبز له جذور ثقافية وتاريخية عميقة، تعود إلى ذاكرة «عام البون» والجوع، ما يجعل التعامل معه جزءاً من «الستر» و«رمز النعمة»، وليس مجرد مادة غذائية.
ورغم صعوبة تغيير هذه العادة المتجذرة، يتفق الخبراء على أن الحل يكمن في تحسين الجودة وتقليل التبذير لضمان نظام غذائي أكثر صحة واستدامة.










